أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الدكتور نايف الحجرف، على دور مجلس التعاون في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة وأن التكامل الاقتصادي لدول مجلس التعاون عنوان العقد الخامس لمسيرة المجلس.
جاء ذلك خلال مشاركة معاليه في الدورة الحادية عشرة لملتقى الخليج للأبحاث، والذي نظمه مركز الخليج للأبحاث وجامعة كامبريدج عن بُعد
في 23 يوليو 2021م.
وأوضح الدكتور الحجرف أن أحد أهم الدروس المستفادة من جائحة كورونا أن العمل الجماعي هو الطريق الوحيد لمواجهة هذه التحديات، وأنه لا يمكن لأي دولة كانت أن تعمل بمعزل عن الآخرين في مواجهة هذه التحديات، مضيفًا: “على الرغم من الأولوية القصوى التي تمثلها التجارب الخاصة التي خاضتها الدول والأفراد في مواجهة جائحة كورونا إلا أن هناك تحديات أخرى تتطلب اهتمامنا الجماعي وغير المشتت”، مؤكدًا على أهمية توافر مثل هذه المنصة لمناقشة بعض هذه التحديات التي تواجه العالم، ومسلطًا الضوء على التحديات في منطقة الخليج العربي.
وقال الأمين العام: “صادف الخامس والعشرون من مايو 2021م الذكرى الأربعين لتأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية، حيث لعب المجلس دورًا مهمًا للغاية في تحقيق الاستقرار والحفاظ على السلم والأمن في المنطقة والعالم، وانخرط مجلس التعاون خلال السنوات الأربعين الماضية بشكل بناء مع المجتمع الدولي وأوفى بالتزاماته في مكافحة الإرهاب وتبني سياسة طاقة مسؤولة ومتوازنة للغاية، تأخذ في الاعتبار مصالح كلا من المنتجين والمستهلكين، كما استجاب مجلس التعاون للنداءات الإنسانية والإنمائية اللازمة”.
وأضاف الحجرف: “في ذات الوقت وعلى الصعيد المحلي، تسعى دول مجلس التعاون في تنفيذ خطط التنمية الوطنية التي تركز على تنمية رأس المال البشري والتنويع الاقتصادي وتحقيق مستويات المعيشة الجيدة، إلى جانب تطوير شامل للبنى التحتية لدعم خطط التنمية، وعلى الرغم من أن السنوات الأربعين الماضية كانت مليئة بالتحديات إلا أن مسيرة مجلس التعاون ظلت قوية وراسخة أمام هذه التحديات”.
وتحدث الأمين العام عن استشراف المستقبل قائلاً: “عندما ننظر إلى المستقبل نجد هناك تحديات جديدة وحقيقية تواجه منطقه الخليج، بالإضافة إلى التحديات التي فرضتها الجائحة، والمتمثلة في أمن المنطقة الذي يعتبر ذا أهمية بالغة لأمن العالم، وهو الأمر الذي يحتاج إلى تسليط الضوء، وبينما يظل مجلس التعاون ملتزمًا بالحفاظ على الأمن الإقليمي وتعزيزه، نود أن نشارككم مخاوفنا ذات الأهمية القصوى، حيث يمثل الوضع الراهن في العراق وسوريا ولبنان واليمن تهديدًا واضحًا ومباشرًا لأمن المنطقة واستقرارها، حيث يقف مجلس التعاون بحزم لدعم الالتزام بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، كما أن المجلس من أشد الداعين إلى احترام السيادة الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى”.
واختتم معاليه كلمته بالتأكيد على أهمية التكامل الاقتصادي، والذي يأتي على قائمة أولويات العقد الخامس لمجلس التعاون، قائلاً: “إن من أولوياتنا تعزيز المكانة الرائدة لدول مجلس التعاون في المنطقة والعالم، ولقد شهدنا خلال السنة الماضية رئاسة المملكة العربية السعودية لمجموعة العشرين، واستضافة الإمارات العربية المتحدة (إكسبو 2020م) في أكتوبر من هذا العام، وننتظر استضافة دولة قطر لكأس العالم لكرة القدم 2022م، حيث تشكل الرؤى الوطنية وخطط التنمية في دول مجلس التعاون الزخم المناسب للتركيز على المستقبل واستغلال الفرص السانحة”.