أكد معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الدكتور نايف الحجرف، أن من أهم القضايا التي تشغل عالمنا اليوم ظاهرة التطرف والإرهاب، التي تفرض علينا مواصلة العمل وتبادل وجهات النظر بشأنها من خلال الشراكة الاستراتيجية بين مجلس التعاون والعراق، وتعزيز التنسيق والتعاون الإقليمي والدولي لمواجهة التنظيمات الإرهابية المتطرفة العابرة للحدود والتصدي لفكرها المتطرف، انطلاقاً من مواقفنا المشتركة في نبذ كافة أشكال الإرهاب وصوره، وأياَ كان مصدره، والعمل على تجفيف مصادر تمويله، والتأكيد على أن التسامح والتعايش من أهم المبادئ والقيم التي تبنى عليها العلاقات بين الدول والشعوب.
جاء ذلك خلال مشاركة معاليه في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة الذي انعقد ببغداد في 28 أغسطس 2021م.
وأشار الأمين العام إلى أن هذا المؤتمر أتى في وقت دقيق من تاريخ المنطقة وهي تسعى لاستعادة السلام والأمن والاستقرار، وتعزيز البناء والتنمية، بما يلبي تطلعات شعوبها بالرخاء والازدهار، بعد فترة عصيبة واجهت فيها دول المنطقة كبقية دول العالم تحديات كبيره وغير مسبوقة تمثلت في جائحة كورونا والركود الاقتصادي، بالإضافة إلى المواجهة المستمرة مع الإرهاب والسعي لتجفيف منابعه، حيث شكلت تلك التحديات جملة من المتغيرات التي فرضت نفسها على قائمة أولويات الدول جماعات و فرادي للتمكن من التصدي لها بفاعليه وشموليه.
وقال الدكتور الحجرف: “إنْ كانت دول مجلس التعاون قد تعاملت مع تلك المتغيرات بمسؤوليه، فإنها في الوقت نفسه قد حافظت على جملة من الثوابت وأولتها الاهتمام الكامل والعناية اللازمة، وتأتي علاقة دول مجلس التعاون مع جمهورية العراق من ضمن تلك الثوابت التي نسعى من خلالها لبناء شراكة استراتيجية وثيقة في كافة المجالات، انطلاقاً مما يربط دول مجلس التعاون والعراق من علاقات راسخة مرتكزة على الجوار الجغرافي والدين واللغة وتعززها وشائج القربى والتاريخ المشترك، وتدفعها الأهداف المشتركة لبناء المستقبل وتعزيز التنمية والسلم الجماعي”، مستعرضًا قرارات وتوجيهات قادة دول المجلس العديدة والتي تصبّ جميعها في تطوير علاقات مجلس التعاون مع جمهورية العراق في جميع المجالات السياسية والأمنية، والاقتصادية، والثقافية وغيرها.
ونوّه معالي الأمين العام إلى بعض ثمرات هذه التوجيهات، مشيرًا إلى إتمام الاتفاق على ربط شبكة الكهرباء في جنوب العراق بشبكة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون، وحشد الموارد اللازمة لذلك، مؤكدًا أن المشروع أصبح على وشك التنفيذ بعد استكمال النواحي الفنية ومراجعة الاتفاقية بشكلها النهائي، بالإضافة إلى التحضير والإعداد لمؤتمر الاستثمار والأعمال الخليجي -العراقي بالتنسيق مع اتحاد الغرف التجارية الخليجية، والذي كان مقررًا إقامته في دولة الإمارات العربية المتحدة في شهر سبتمبر 2021، إلا أن اتحاد الغرف التجارية طلب تأجيله إلى الربع الأول من العام القادم 2022 إن شاء الله، كما استشهد بالمؤتمر الدولي لإعادة إعمار العراق، والذي عُقد في دولة الكويت خلال الفترة 12-14 فبراير 2018، وأعلن فيه عن تعهدات بلغت نحو (30) مليار دولار، منها خمسة مليارات قدمتها دول مجلس التعاون، مؤكدًا على ضرورة إحياء ومتابعه مخرجات مؤتمر الكويت وتنفيذ التعهدات التي قدمها المجتمع الدولي في ذلك المؤتمر، لإعادة إعمار المناطق المتضررة من الحرب وتعزيز البنية التحتية والقطاعات الرئيسية للاقتصاد العراقي.
وقال الحجرف: “إن ما نقوم به من جهود لتعزيز التعاون وإرساء قواعد الشراكة الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون والعراق في جميع المجالات، لهو تعبير عن الثوابت والقناعة الراسخة بأن هذه الشراكة ستعود بالخير والمنفعة على دولنا ومنطقتنا والعالمين العربي والإسلامي، وهو تأكيد على مواقف دول مجلس التعاون الثابتة بشأن العراق وأهمية الحفاظ على سلامة ووحدة أراضيه وسيادته الكاملة وهويته العربية ونسيجه الاجتماعي ووحدته الوطنية، ومساندته في مواجهة التحديات التي تعترضه، وتعزيز سيادة الدولة وإنفاذ القانون على كامل ترابه الوطني، ودعم العملية الدستورية، وتعزيز جهود العراق في تحقيق الاستقرار وإعادة الإعمار والتنمية والرخاء لشعبه الشقيق”، داعيًا إلى أن يكون (مؤتمر بغداد) بكل ما ترمز اليه بغداد من حضارة وتاريخ وبكل ما أسهمت به هذه المدينة العريقة من إرث بشري عبر الزمن رسالة للشباب وجيل الغد وقادة المستقبل، يلاقي آمالهم ويلبي طموحاتهم، ويمكنهم من تحقيق تطلعاتهم، لتنطلق عجلة التنمية والبناء، ودعم الأمن والاستقرار، ومكافحة الإرهاب والتطرف، وتعزيز التعايش السلمي، واستمرار المساهمة في المسيرة البشرية نحو غد مشرق ومستقبل واعد.
الأمين العام يجتمع مع وزير خارجية جمهورية العراق
وعلى هامش المؤتمر، اجتمع معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بمعالي وزير خارجية جمهورية العراق، الدكتور فؤاد محمد حسين، حيث جرى خلال الاجتماع بحث علاقات التعاون المشترك بين مجلس التعاون وجمهورية العراق، وسبل تعزيزها وتنميتها في مختلف المجالات، بما يخدم المصالح المشتركة بين الجانبين، بالإضافة إلى تطورات الأوضاع في المنطقة والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
كما تم خلال الاجتماع الإشادة بما تشهده العلاقات الخليجية العراقية من تنامي وتطور، والذي من شأنه تعزيز علاقات التعاون المشترك بين الجانبين في المجالات المختلفة، لما فيه الخير والمنفعة لشعوب المنطقة، وحفظ أمنها واستقرارها.
بحث مختلف القضايا العربية
كما بحث معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، مع معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، على هامش المؤتمر، عدداً من القضايا والموضوعات العربية والإقليمية.
وخلال اللقاء تم التأكيد على ضرورة التنسيق بكل ما من شأنه تعزيز العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات التي تواجه العالم العربي والحد من التدخل في شؤون الدول العربية، كما تم تناول مجمل التطورات العربية والتحديات التي تواجه المنطقة على كافة الأصعدة، خاصة في ضوء التغيرات العالمية التي تستلزم تكثيفاً للتعاون والتنسيق على المستوى العربي.
الأمين العام لمجلس التعاون يجتمع مع أمين عام منظمة التعاون الإسلامي
واجتمع معالي الدكتور نايف الحجرف أيضًا بمعالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، حيث تناول الاجتماع القضايا ذات الاهتمام المشترك، والأوضاع الراهنة في المنطقة، وعدداً من القضايا السياسية.
كما تم التأكيد على أهمية علاقات التعاون والشراكة بين مجلس التعاون والمنظمة وسبل تعزيزها في شتى المجالات.
سمو رئيس مجلس الوزراء بدولة الكويت يستقبل الأمين العام لمجلس التعاون
كما استقبل سمو الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، رئيس مجلس الوزراء بدولة الكويت، معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وذلك على هامش مشاركة سموه ومعاليه في المؤتمر، وجرى خلال الاستقبال التأكيد على حرص دول مجلس التعاون على تنمية العلاقات الأخوية مع جمهورية العراق، ودعم دول المجلس للعراق في تحقيق أمنه واستقراره وسيادته وإعماره، وكذلك تنمية العلاقات والتعاون الثنائي المشترك في مختلف المجالات ولا سيما التجارية والاقتصادية.