خلال محاضرته في كلية الدفاع الوطني بسلطنة عُمان
أكد معالي الدكتور نايف الحجرف، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، أن مجلس التعاون ركيزة الأمن والاستقرار في المنطقة ورائد التنمية الشاملة، يصون المنجزات والمكتسبات ويمضي للمستقبل بكل ثقة وطموح.
جاء ذلك خلال محاضرة معاليه ضمن برنامج الدفعة التاسعة في مقر كلية الدفاع الوطني، بمعسكر بيت الفلج، بالعاصمة العُمانية مسقط، في 19 مايو 2022م.
وأوضح معالي الأمين العام خلال المحاضرة أن مجلس التعاون كيان راسخ يستند على قاعدة صلبة ويعمل للمستقبل للحفاظ على مكتسبات دوله وشعوبه، مستعرضًا منجزات المسيرة المباركة خلال الأربعة عقود الماضية، ومسلطًا الضوء على أهم المحطات التي شكلت علامة فارقة في المسيرة المباركة.
وتحدث د. الحجرف عن مجلس التعاون وإسهاماته في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية، وبقاء المجلس شاهدًا على قوة كيانه وصلابة قاعدته على الرغم مما مرت به المنطقة من تحديات، مؤكدًا على ضرورة الاستمرار في دفع مسيرة العمل الخليجي المشترك، وتسخير القدرات الشاملة السياسية والاقتصادية والعسكرية لمواجهة مختلف التحديات.
وبيّن معاليه أن أمن دول المجلس كل لا يتجزأ، مستذكرًا الخطوات العملية التي اتخذتها دول المجلس لدعم أمنها الجماعي كاتفاقية الدفاع المشترك، والإستراتيجية الدفاعية لدول المجلس، وربط مراكز عمليات القوات الجوية والدفاع الجوي “مشروع حزام التعاون”، وتنفيذ التمارين والتدريبات الثنائية والمشتركة، والموافقة على إنشاء الأكاديمية الخليجية للدراسات الإستراتيجية والأمنية، وافتتاح مقر القيادة العسكرية الموحدة لدول مجلس التعاون في مدينة الرياض، والتي تأتي جميعها كترجمة حقيقية لما يلقاه التعاون الدفاعي المشترك من دعم واهتمام من قادة دول المجلس، حفظهم الله ورعاهم.
وتحدث معاليه عن منهجية مجلس التعاون وانعكاسها على الأمن والسلام الإقليمي والعالمي، واستقراء الآفاق المستقبلية للمجلس لإبقائه كأهم كيان سياسي واقتصادي على مستوى الإقليم، حيث أكد أن المجلس أثبت قدرته على ذلك من خلال مواجهة التحديات على مدى (40) عامًا، والحفاظ على المكتسبات والمضي للمستقبل بكل ثقة واقتدار، محافظًا في الوقت نفسه على مبادئه وثوابته تجاه قضايا الأمتين العربية والإسلامية، والانخراط الإيجابي مع المجتمع الدولي لتعزيز الأمن والاستقرار العالمي.
وتطرق معالي الأمين العام إلى إنجازات مجلس التعاون في مختلف المجالات، تحقيقًا لتطلعات قادة دول المجلس، مشيدًا بالعلاقات الوطيدة التي تجمع دول مجلس التعاون وجهودها الحثيثة لتحقيق مزيدًا من الترابط والتكامل، مؤكدًا أن مجلس التعاون قادر على مواجهة مختلف التحديات، ومواصلة مسيرته المباركة نحو الأهداف السامية للمجلس، من أجل خير وصالح مواطنيه والحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.
وأوضح د. الحجرف أن ما تتمتع به دول المجلس من عناصر قوة تكاملية تمكن المجلس من تعزيز دوره الريادي والتنموي نحو تحقيق التنمية الشاملة، وفي نفس الوقت الحفاظ على المكانة الإقليمية والدولية للمجلس ودوره الريادي في تعزيز السلم والأمن الإقليمي، والعمل على استقرار المنطقة وما يمثله من عامل أساسي للأمن والسلم العالميين.
واستعرض معاليه مجالات العمل الخليجي المشترك والعمل على تنفيذ قرارات مقام المجلس الأعلى واستكمال تنفيذ رؤية خادم الحرمين الشريفين، التي تتطلب التركيز على استكمال الاتحاد الجمركي والسوق الخليجية المشتركة، مع التركيز على متطلبات الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي وتعزيز الأمن السيبراني وحماية المجتمع والشباب وتعزيز الرسالة الإعلامية الإيجابية، مع التركيز على استمرارية استثمار دول المجلس في التعليم ورأس المال البشري كأحد أهم مرتكزات التكامل الخليجي، كما أكد على ضرورة بناء العلاقات الإستراتيجية مع الدول والمجموعات الدولية والإقليمية لتدعيم مكانة المجلس الإستراتيجية لخدمة مصالحه والحفاظ على أمنه واستقراره.
واختتم د. الحجرف المحاضرة منوهًا بضرورة الاستثمار في المستقبل والبناء على الثوابت والعمل لتحقيق المكانة الرائدة لمجلس التعاون، تنفيذًا لتوجيهات قادة دول المجلس، حفظهم الله ورعاهم.