يتمتع التلفزيون الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي بقدرات إضافية عن أحدث أجهزة التلفزيون الموجودة في الأسواق، وهو ما يزال في مراحل التطوير، وبالمقارنة مع التطورات التكنولوجية السابقة التي حسنت العمليات الإنتاجية وطرق العرض والبث الحالية، فإن الذكاء الاصطناعي مكن صناع الأجهزة من إضافة ميزات غير مسبوقة.
التلفزيون الذكي وتلفزيون الذكاء الاصطناعي
حتى نعرف ميزات هذا النوع الجديد من الأجهزة، لا بد من مقارنتها مع المستحدثات في هذا المجال، ولتكن المقارنة مع التلفزيون الذكي (Smart TV)، وهو يتمتع بمنصة مفتوحة بالكامل ومجهز بنظام تشغيل خاص يسمح بتعدد المهام، مثلًا أثناء مشاهدة التلفزيون، يمكن للمستخدمين – أيضًا – تثبيت أو تحميل وتفريغ برامج التطبيقات المختلفة، مثل برامج الألعاب والفيديو على التلفزيون.
في المقابل يتم تطوير تلفزيون الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence TV)، لجعل وظائف الأجهزة أكثر قوة، مثل التعرف على اللغة والتعرف على الصور ومعالجة اللغة الطبيعية وما إلى ذلك، كما يمكنه – أيضًا – تعلم تفضيلات المستخدم وعادات البحث بشكل عميق، من أجل تحقيق تحكم أدق في الصورة والصوت وفق هذه التفضيلات.
لذلك، فإن الاختلاف الرئيسي بين تلفزيون الذكاء الاصطناعي، والتلفزيون الذكي هو أن الأول يتمتع بتطور المستوى “الإدراكي”، فضلًا عن التكيف والتعلم الذاتي اللتان تمثلان أهم خصائصه الرئيسية، وهما – أيضًا – جوهر السحر الجديد الذي يمنحه الذكاء الاصطناعي للأجهزة المنزلية التقليدية.
عصر الذكاء الاصطناعي المنزلي
تقول مجلة “فوربز”: “إن ميزات الذكاء الاصطناعي على أجهزة التلفزيون مبنية بشكل أساسي على تخصيص تجربة المستخدم من خلال إنشاء واجهات، وتعديل إعدادات الصورة والصوت، وتحديد أولويات المحتوى ليناسب المستخدمين بناءً على تحليل متعمق لعادات المشاهدة واستخدام التلفزيون”.
وفي تقرير نشرته وكالة الصحافة الفرنسية ستصبح أجهزة التلفزيون أكثر من مجرد شاشات عالية التقنية، بحسب مصنّعيها الذين يسلطون الضوء على إمكاناتها في الحياة اليومية للمستخدمين، إذ ستؤدي البرامج المُساعدة القائمة على الذكاء الاصطناعي دورًا متزايد الأهمية فيها.
فمن خلال دمج الذكاء الاصطناعي التوليدي في الشاشات، تأمل الشركات في تحويلها إلى أجهزة قادرة على التفاعل مع البشر، وكذلك مع الأجهزة الأخرى المتصلة في المنزل.
على سبيل المثال، روّجت شركة “إل جي” الكورية الجنوبية مؤخرًا لـما أطلقت عليه “الذكاء العاطفي” الذي من شأنه جعل الأجهزة المنزلية قادرة على متابعة الأشخاص، مثلًا عن طريق مراقبة نوعية نومهم، أو التأكد من عدم نسيانهم مثلًا مظلتهم عندما يكون الطقس ممطرًا.
فقد أعلنت “إل جي” عن شراكة مع مايكروسوفت لاستخدام نموذج “كوبايلوت” للذكاء الاصطناعي، في منتجاتها الإلكترونية الاستهلاكية، وأوضحت الشركتان أنهما تعملان على أدوات قائمة على الذكاء الاصطناعي للمنازل، والسيارات، والفنادق وغيرها، وتخططان لتطوير بعض المنتجات التي لا تقتصر مهمتها على فهم الزبائن والتفاعل معهم فحسب، بل تتنبأ – أيضًا – باحتياجاتهم، وفي هذا السياق قال المدير التجاري لـمايكروسوفت جودسون ألثوف، في مقطع فيديو نشرته “إل جي”: “نرى أنّ الذكاء الاصطناعي سيغير بشكل جذري الطريقة التي نعيش ونعمل بها”.
شركة “تي سي إل” الصينية المصنّعة لأجهزة التلفزيون أعلنت عن مجموعة جديدة من أجهزة التلفزيون المتطورة، بالإضافة إلى شراكة مع غوغل، وقالت نائبة رئيس غوغل شاليني جوفيل باي، في مؤتمر صحافي لشركة “تي سي إل”: “إنه مع نموذج جيميناي للذكاء الاصطناعي، والمكونات الجديدة مثل جهاز الاستشعار من قرب والميكروفونات طويلة المدى، سنكون قادرين على إضافة استخدامات جديدة، حتى يصبح (غوغل تي في) قادرًا على مساعدة مالكه عندما يحتاج إلى ذلك”.
بدورها، ستدمج شركة “هايسنس” الصينية المتخصصة في الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية، برنامج “هوم” من غوغل في مجموعة منتجاتها، من أجل تعميم فكرة التشغيل الآلي الذكي في المنزل.
وهذا الهدف مشابه للذي تسعى إليه “سامسونغ إلكترونكس”، ومشروعها الذي يحمل عنوان: “الذكاء الاصطناعي للجميع”، ويهدف إلى جعل الذكاء الاصطناعي حاضرًا في كل جانب من الحياة اليومية، وقال مدير الفرع الأميركي للشركة جوناثان غابريو: “إنّه عصر الذكاء الاصطناعي المنزلي”.
وقد أكدت سامسونغ أن أجهزتها، بدءًا من الإكسسوارات المجهزة بأجهزة استشعار وصولًا إلى أجهزة التلفزيون، تضع الذكاء الاصطناعي في خدمة المستخدمين، من خلال تفاعلات تعتمد على التكنولوجيات الذكية.
ميزات تلفزيون الذكاء الاصطناعي
تحت عنوان “ما هو تلفزيون الذكاء الاصطناعي وما هي ميزاته؟” كتبت شوبيندو فاتسا بموقع “كروما” (Croma): “من سماعات الأذن إلى الأجهزة المنزلية، أصبح الذكاء الاصطناعي موجودًا في كل مكان، وتحرص شركات التكنولوجيا على دمجه في كل جانب من جوانب حياتنا، بل أن أجهزة التلفزيون ليست استثناء، حيث طرحت العلامات التجارية الكبرى بالفعل أحدث أجهزة الذكاء الاصطناعي”.
فالتطورات الجارية ستضيف لأجهزة تلفزيون الذكاء الاصطناعي ميزات تستفيد من المزيد من قوة المعالجة والتعلم الآلي لتحسين تجربة المشاهدة الإجمالية، وهذه الميزات تشمل ترقية المحتوى، أو اقتراح البرامج، بناءً على عاداتك.
ونظرًا لأننا في الأيام الأولى لأجهزة تلفزيون الذكاء الاصطناعي، فلا تزال الشركات الكبرى تعمل على تجريب الكثير من التطورات لتحسين جودة الفيديو والصور والألوان الأكثر وضوحًا، بالإضافة إلى تجربة مشاهدة أكثر تخصيصًا.
وعلى غرار إليسكا وسيري، ستحصل المساعدة الصوتية على تحول كبير في أجهزة تلفزيون الذكاء الاصطناعي، لتتيح للمشاهد تغيير القناة أو ضبط مستوى الصوت أو العثور على فيلم بمجرد التحدث إلى جهاز التلفزيون.
أولًا: ترقية صورة الذكاء الاصطناعي
ستخطو أجهزة تلفزيون الذكاء الاصطناعي إلى الأمام في ما يتعلق بجودة الصورة، وذلك باستخدام التعلم الآلي وخوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحليل كل إطار وتحسينه، وتحسين الوضوح والحدة وعمق الألوان، وذلك لضمان ظهور المحتوى بشكل أفضل من أي وقت مضى على الشاشات الحديثة.
ويستخدم بعض المنتجون بالفعل خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحسين المحتوى الذي نشاهده، فعلى سبيل المثال: من المتوقع أن تطلق “سامسونغ” ميزة الذكاء الاصطناعي التي يطلق عليها (Motion Enhancer Pro)، والتي ستكتشف نوع الكرة المستخدمة في أي رياضة، وتعيد إنشاء حركتها على أساس كل إطار على حدة للتخلص من ضبابية الحركة.
في الوقت نفسه، أعلنت “إل جي” مؤخرًا عن تلفزيون يستخدم الذكاء الاصطناعي لعرض الألوان الدقيقة على الشاشة على النحو المطلوب من قبل مخرجي الأفلام أو المسلسلات التلفزيونية، مما يوفر دقة ألوان أكثر من ذي قبل.
ثانيًا: تجربة صوتية أفضل
يعمل الذكاء الاصطناعي – أيضًا – على تحسين عناصر التحكم الصوتي والتوصيات المخصصة لذلك، فمعالج التلفزيون يتعلم تدريجيًّا من تفاعلات المشاهد ومتطلباته، مما يجعل استخدام التلفزيون أكثر سهولة بالنسبة له.
وإذا كنت تواجه صعوبة في سماع الحوار بسبب الموسيقى الصاخبة أو ضوضاء الخلفية، ستتمكن أجهزة تلفزيون الذكاء الاصطناعي من إصلاحها، باستخدام التعلم الآلي، وستقوم أجهزة التلفزيون هذه بمعالجة المسارات الصوتية وتحسينها للحصول على وضوح أفضل وتجربة صوت محيطي جديدة كليًّا، حيث يعزل الذكاء الاصطناعي عناصر الصوت المختلفة، ما يحسن جودة الصوت الإجمالية.
ثالثًا: توصيات المحتوى
ستتمكن أجهزة التلفزيون الذكية التي تعمل بنظام الذكاء الاصطناعي من معرفة تفضيلاتك واقتراح توصيات المحتوى المخصصة مباشرة على الشاشة الرئيسية للتلفزيون، فكلما شاهدت أكثر، زاد عمل الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربتك في الحصول على ما ترغب في مشاهدته بدون عناء البحث عنه بين أرقام القنوات المتعددة.
علاوة على ذلك كله، يمكن – أيضًا – استخدام وظائف الذكاء الاصطناعي لتحسين المحتوى الأقدم الذي لم يتم تطويره بالتكنولوجيات المتوفرة، مثل مقاطع الفيديو المشوشة أو غير الواضحة ومنخفضة الدقة.