“اليوم يلتقي العالم بأسره على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة، واليوم نشهد معًا انطلاقة جديدة.. نفتتح على بركة الله إكسبو 2020 دبي، والله ولي التوفيق”
بهذه الكلمات أعلن ولي عهد دبي، الشيخ حمدان بن محمد بن راشد، الخميس 30 سبتمبر 2021م، عن انطلاق فعاليات إكسبو 2020، وذلك في حفل الافتتاح الذي حضره الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بجانب عدد من القيادات والمسؤولين والضيوف.
انطلق الحفل بالنشيد الوطني الإماراتي، وتوالت فقراته من “ساحة الوصل” وهي تستمد من طابعها الهندسي المميز طريقة عرض إبداعية تغمر الحواس بأحدث تقنيات الإخراج والصوت والضوء، وقد تم بثه عبر 340 موقعاً في دولة الإمارات، كما نقل مباشرة عبر الإنترنت للملايين في مختلف أنحاء العالم، فيما تكاملت اللوحات الغنائية والبصرية والعروض الأدائية والموسيقية مع عروض الألعاب النارية، لتصنع حدثاً وصفته وسائل إعلام بـ”الأسطوري”، وشارك فيه فنانون من الإمارات ودول الخليج والعالم، كما قدم الحفل الأغنية الرسمية للحدث “هذا وقتنا” مع حوارات مسرحية ولمحات متميزة عن منجزات الدول المشاركة وتنوع ثقافاتها.
محور العالم
إذا كان بالإمكان اقتراح محور للعالم خلال الأشهر الستة التي تبدأ بالأول من أكتوبر 2021م، فمن المؤكد أن هذا المحور سيكون إمارة دبي، جوهرة الخليج العربي، وتحديداً قبة الوصل التي تتوسط موقع إقامة “أكسبو 2020″، وهي التحفة النوعية التي تعد أكبر شاشة عرض في العالم بنطاق 360 درجة وتستوعب 10 آلاف شخص، كما تمثل العقل المفكر والقلب النابض لمكان تتواصل فيه الأفكار والمشاعر، فتبدو كنقطة التقاء للخطوط القادمة من جميع الاتجاهات، وكأي شيء آخر يمكن تخيله في أي لحظة أخرى، فهذه تجربة لا يتوقف الخيال فيها على توصيف معين.
أنموذج دبي.. التفرد بالتخصص
مر الوقت سريعاً منذ العام 2013م، حيث اللحظة التاريخية التي فازت بها دبي باستضافة معرض إكسبو، لتهدي منطقة الخليج والشرق الأوسط فرصة استضافة هذه التظاهرة العالمية لأول مرة، وخلال السنوات التالية لذلك دارت محركات العمل لبناء مدينة متكاملة جديدة في جنوب دبي، فالمدينة الخليجية التي تعد أنموذجاً تنموياً ومركزاً تجارياً ومالياً واقتصادياً مهمًا، ظلت تثبت خلال الفترة التي تسبق انطلاق “إكسبو 2020″، أنها ليست عازمة فقط على تنظيم حدث لا ينسى في تاريخ المنطقة، ولكنها كذلك شغوفة بصنع تجربة لا تنسى في تاريخ الحدث نفسه.
نسخة استثنائية لذاكرة البشرية
وعد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتنظيم نسخة استثنائية ترسخ في ذاكرة البشرية، وإن كانت أهم عناصر هذه الاستثنائية تتمثل في نموذج دبي الذي اعتاد التفوق حتى تخصص فيه، وفي بديهية انعقاد هذه الدورة بالتزامن مع أقصى ما وصلت إليه المعرفة والتقنية في العالم، إلا أن عنصراً إضافياً لم يكن متوقعاً قد انضم إلى أسباب استثنائية هذه النسخة، وهو انعقادها متأخرة عن موعدها المحدد مسبقاً، وذلك بسبب جائحة كورونا المستجد (كوفيد-19) التي أعادت رسم شكل الحياة بعين البشر.
عام إضافي يضاعف الدوافع
بث الأمل في النفوس، قيمة إضافية اكتسبها “إكسبو 2020” من حيث كونه أكبر تجمع بشري على الإطلاق بعد الجائحة، في الوقت الذي تحاول فيه دول العالم استعادة العافية الاقتصادية والصحية معاً، بعد فترة استنفرت فيها جهود العلم لإيجاد الحلول، إلى أن جاءت الأخبار بمؤشرات عودة الحياة لطبيعتها، لينطلق معها هذا الحدث، بعد قرابة عام إضافي على موعد انطلاقه المفترض، مستعداً بدافعية مضاعفة لتحقيق شعاره “تواصل العقول وصنع المستقبل”، وليركز على محاوره الثلاثة الأساسية وهي “الاستدامة” و”التنقل” و”الفرص”، فيما ينطلق الحوار فيه من ضرورة العمل المشترك وفق وحدة الأهداف والمصير، بكفاءة وفاعلية، لبناء غد أفضل للجميع.
أهداف في 600 ملعب كرة قدم
لعل من المهم هنا أن نشير إلى أن موقع “اكسبو2020” الذي تم بناؤه من الصفر بتكلفة وصلت إلى 7 مليارات دولار، يمتد على مساحة تتجاوز أربعة كيلومترات مربعة، وهو ما يعادل المساحة الإجمالية لقرابة 600 ملعب كرة قدم، وقد شيدت فيه الدول المشاركة أجنحتها انطلاقاً من مفاهيم ثقافية وحضارية تم تجسيدها معمارياً، لتزين هذه النسخة الخليجية والعربية من المعرض الذي انطلق للمرة الأولى في لندن عام 1851م.
التنقل.. من الأبجدية إلى الخاتم الملهم
حرف الألف، مستهل الأبجدية العربية، هو كذلك عنوان تجربة أساسية في إكسبو 2020 حيث سمي به “جناح التنقل” الذي يحتوي أكبر مصعد في العالم، و يأخذ الزوار في رحلة عبر الزمن تعود بهم إلى منطقة “ساروق الحديد” قبل قرابة (4500) سنة، وهي منطقة العثور على الخاتم الأثري الذي استلهم منه شعار “إكسبو 2020″، هذه الرحلة التاريخية ستقود الزوار كذلك إلى زيارة مدينة مستقبلية افتراضية تضعهم على أقرب نقطة ذهنية ممكنة مما سيبدو عليه شكل التنقل خلال السنوات المقبلة، ولا يكتفي الجناح بذلك بل يعرض دور الحضارة العربية في تأسيس حركة النقل والسفر والاكتشاف، من خلال شخصيات رحالة مثل ابن بطوطة، وابن ماجد، كما يسلط هذا الجناح الضوء على نجاح دولة الإمارات عبر (50) عاماً كمركز استراتيجي يربط العالم، وعلى تجربتها الرائدة في استكشاف الفضاء.
ساحة الفرص.. سانحة الاقتناص
القسم الرئيسي الثاني في إكسبو 2020 هو جناح الفرص الذي أخذ هيئة معمارية مستمدة من “الساحة” بمعناها المعبر عن مجال التقاء الناس من مختلف الأعمار والجنسيات واللغات، يجمعهم المشترك الإنساني، في منطقة تم توظيفها بما يلهم إطلاق القدرات الكامنة داخل الأفراد والمجتمعات، وتتضمن هذه الساحة أنشطة ومعارض ومتاجر وفعاليات ثقافية، كما تركز على ربط الناس بأدوارهم في تحسين واقع العالم وذلك عبر رسالة يدعو فيها “إكسبو 2020” الزوار إلى استشعار قيمة الفعل وتأثيره حين يقوم به كل شخص من مجمل 8 مليار إنسان، وفي حين يمثل “لا شيء مستحيل” شعاراً للدولة المضيفة، تم ربط جناح الفرص بعبارةmission possible.
الاستدامة.. وقفة لأجل الكوكب
حين يتعلق الأمر بكوكب الأرض فإن ما يحدث في جزء منه لن يبقى في ذلك الجزء فقط، كما أن الخطر الذي يحدق بالبيئة عاماً بعد عام ليس أمراً يخص مجموعة من البشر دون غيرهم، من هذه المنطلقات وغيرها، خصص إكسبو 2020 موضوع الاستدامة ليكون العنوان الرئيس الثالث لفعالياته من خلال جناح خاص أطلق عليه اسم “تيرا”، يوفر للزوار فرصة استكشاف كنوز الأرض وأسرارها عبر التجول في أحراش غاباتها وأعماق محيطاتها ومن ثم التعرف على حجم الضرر الذي لحق بهذه المكونات المهمة للبيئة على إثر التدخل البشري لمئات السنين، يتناول الجناح حلول الاستدامة وإدارة الموارد المائية والطاقة الشمسية والتصدي لتغير المناخ، مقدماً نصيحته ببساطة للزوار “علينا أن نتصرف سريعاً، ليس لدينا كوكب آخر لنعيش فيه”.
جناح مجلس التعاون.. رؤية المستقبل
تمثل منطقة إكسبو 2020 ما يشبه درساً واقعياً للجيل القادم من الهندسة المعمارية، وقد جاء جناح مجلس التعاون الخليجي الموجود في منطقة “الفرص” ليمثل إضافة حقيقية للمباني التي تتحدث بلغة الأبعاد والزوايا عن فلسفتها وقيمها، حيث يتزين بست مجسمات تم نسجها بطريقة مبتكرة، لتمثل دول المجلس الست وتنعكس على مساحة جميلة من المناظر الطبيعية والمسطحات المائية، فيما تم توظيف مجموعة من الخيوط المترابطة التي تتحد لتشكل بندولاً عملاقاً يرمز إلى وحدة الكيان الخليجي وتماسكه.
“رؤية موحدة.. لمستقبل واعد” هو عنوان مشاركة المجلس في هذا الحدث العالمي الكبير المقام على أرض دولة خليجية، فيما يضم الجناح معرضاً تفاعلياً يسلط الضوء على إنجازات مجلس التعاون لدول الخليج العربية وقواسمها المشتركة التي شكلت أنموذجاً من العمل المتكامل المنسجم، وهو المبدأ الذي يتبنى إكسبو 2020 تطبيقه على نطاق البشرية ككل، وقد ركز المجلس عبر هذه المشاركة على تشجيع الإسهام الهادف في التنمية المستدامة، وتعزيز الأثر الإيجابي للأفراد في بناء مجتمعاتهم، إضافة إلى التعريف بالشراكات الاستراتيجية وبالإرث الجغرافي والحضاري لمجلس التعاون.
الأجنحة الخليجية.. تحليق في التنوع
تمثل أجنحة دول مجلس التعاون معالم لافتة جمعت جمالية التصميم الذي قامت عليه أكبر بيوت الخبرة الهندسية في العالم، مع الهوية الثقافية والاجتماعية المميزة التي تشكل جوهر المحتوى الثري الذي تقدمه الدول الخليجية عبر أجنحتها المستقلة في إكسبو 2020 بما يتسق مع أهمية الحدث وانعقاده في دولة شقيقة تربطها بمحيطها الخليجي أواصر الأخوة الوثيقة والمحبة الراسخة.
بداية جولتنا من الجناح الإماراتي، الممتد على 15 ألف متر مربع، والذي تشكل بإبداع على هيئة جناح صقر يستعد للتحليق في رمزية معبرة عن الهيبة والشموخ والتطلع نحو اقتناص الأهداف والمنجزات، ويتسم التصميم بإمكانية فتح الأجنحة في غضون ثلاث دقائق كما يرتفع هذا الجناح بأربعة طوابق تمثل معارض متعددة عن منجزات الإمارات وثقافتها.
فيما تشارك المملكة العربية السعودية بثاني أكبر جناح في الحدث، وذلك على امتداد 13 ألف متر مربع، بتصميم يرتفع من مستوى الأرض باتجاه السماء تعبيراً عن الطموح، وبمشاركة جاءت بعنوان “رؤية سعودية ملهمة لمستقبل مشترك” ركز الجناح السعودي على أربعة ركائز هي الطبيعة والمجتمع المتنوع والتراث والفرص الاستثمارية، مع تسليط الضوء على رؤية المملكة 2030، كما يتضمن تقنيات متقدمة مسجلاً من خلالها ثلاثة أرقام قياسية في موسوعة غينيس العالمية للأرقام القياسية، بالإضافة إلى حصوله على الشهادة البلاتينية في نظام الريادة في تصميمات الطاقة والبيئة LEED من مجلس المباني الخضراء الأميركي (USGBC) كواحدٍ من أكثر التصاميم استدامة في العالم.
من ناحيته، جاء الجناح البحريني منطلقاً من الاستثمار في تحفيز التجارة عبر التاريخ بوجود إرث عريق ومعالم تراثية مسجلة في اليونسكو، كما تطرق إلى الاستفادة من الكثاقة السكانية في صنع الزخم الثقافي والصناعات المتنوعة.
في حين يشدّ الجناح القطري الزوار بتصميمه على شكل قارب شراعي يعكس شعار المشاركة التي جاءت تحت عنوان “المستقبل .. الآن” وتضمنت تعريفاً بتراث قطر وثقافتها من خلال فنون بصرية ووسائل عرض حديثة شملت استخدام الهولوجرام والخرائط ثلاثية الأبعاد، كما تناول الجناح التطور التنموي في الدولة، واستضافتها للحدث الكبير المتمثل في كأس العالم 2022م.
أما مشاركة الكويت فقد جاءت تحت عنوان “كويت جديدة.. فرص جديدة للاستدامة” وذلك بجناح هو الأضخم في تاريخ مشاركاتها في إكسبو، حيث شاركت في (5) دورات سابقة، وقد جاء الجناح معبراً عن رؤية “كويت جديدة 2035” ليركز على إبراز اهتمام الدولة بمناخها ومواردها وقدرات شعبها، بجانب ما تتمتع به من تجارب حسية غنية في الفن والثقافة والتراث.
فيما استلهمت سلطنة عمان من شجرة اللبان تصميم جناحها في إكسبو، والذي عرضت فيه حضارة تمتد لآلاف السنين، وقد اختيرت له منطقة “التنقل” في تناغم مع كون السلطنة مركزاً تجارياً وجسراً للتواصل يربط القوافل بأنحاء العالم، وقد تميز الجناح بكونه من تصميم المهندستين العمانيتين رحاب الزكوانية وعلياء البطاشية، فيما جاءت المشاركة العمانية تحت عنوان “فرص عبر الزمن”.
جولة معرفية في “اكسبو 2020”
بالتأكيد، لا يمكن معرفة كل شيء عن فعالية تختزل العالم كاملاً، حتى لو كان ذلك عن طريق الزيارة الواقعية، إلا أن هذا لا يمنع من محاولة التعريف ببعض المعلومات المنشورة صحفياً عن هذا الحدث الضخم، فهذا هو أول إكسبو دولي ليس فقط في إحدى دول مجلس التعاون ولكن كذلك في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، فازت به دبي عندما حققت 116 صوتاً من أصل 168 صوت، وهو الحدث الأكثر تطوراً تكنولوجياً على الإطلاق عبر منظومة من تقنيات الجيل القادم التي تشمل وجود أكثر من 100 روبوت تبدأ مهامها بالترحيب بالزوار ولا تنتهي بتقديم الطعام والتقاط الصور لهم، فضلاً عن روبوت يعتبر تميمة الحدث، اسمه (اوبتي) وهو مكلف بحراسة جناح الفرص وهذه رمزية ملهمة في حد ذاتها!.
يشارك في المعرض فريق من المتطوعين يضم أكثر من 30 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً، أما عدد المشاركين والعارضين فيزيد على 200 ألف شخص، فيما تم بناء محطة مترو إكسبو 2020 بتصميم جناح الطائرة، ويمكن أن تستوعب 29000 شخص في الساعة خلال ساعات الذروة، ولأننا نتحدث عن التصاميم المميزة، فقد تميز تصميم الجناح الصيني بشكل الفانوس المعبر عن الأمل ولم الشمل، فيما صممت السويد جناحها على شكل غابة، وجاء الجناح الهندي في شكل هيكل يتكون من 600 كتلة فردية متحركة.
خلال مدة الحدث التي تمتد إلى 182 يوماً، سيتم الاحتفال بعدد من المناسبات العالمية مثل يوم اللغة العربية، وعيد الأم، واليوم العالمي للشعر، وغيرها من الأحداث التي تم تخصيص مدرج خاص للاحتفال بها، دون أن ننسى أجواء الاحتفاء بمطلع السنة الميلادية الجديدة 2022م التي سيترقبها العالم بكثير من الحماس، هذه المرة من موقع إكسبو 2020، بالإضافة إلى الاحتفالات المميزة برأس السنة، والتي عرفت بها دبي خلال السنوات الماضية، كما ستتمكن كل الدول المشاركة في الحدث بالاحتفال بيومها الوطني في المعلم الرئيس المتمثل في قبة الوصل، وبالطبع سيكون من أبرز هذه الاحتفالات، اليوبيل الذهبي لدولة الإمارات العربية المتحدة، الذي سيقام مطلع نوفمبر المقبل.
في مساحة المعرض التي تبلغ 4.38 كيلومتر مربع، تم توليد الطاقة من المصادر المتجددة بنسبة 100%، حيث تم تصنيع أشجار إلكترونية تولد الكهرباء من الشمس، تحتوي كل منها على 120 لوحة شمسية دوارة وتتبع الشمس من شروقها إلى غروبها، وخلال وجود الزوار، الذين يتوقع أن يشكلوا الرقم الأكبر في تاريخ فعاليات اكسبو، ستقام أنشطة فنية وترفيهية، كما ستناقش موضوعات منها الغذاء والزراعة وتعزيز التسامح وتناغم التنمية الحضرية والريفية والتهيؤ للمستقبل والسفر والتحول الرقمي والصحة واللياقة، إضافة إلى تنمية قدرات الأطفال والشباب.
جواز سفر.. وعالم في مدينة
بالعودة إلى الحدث، فسنجد أن ارتباط دبي بالمبادرات المبتكرة قد أضفى طابعه من خلال عدد من الأفكار التي سيتم تطبيقها في إكسبو 2020، والتي كان من أبرزها إصدار جواز سفر تذكاري يمثل فرصة لتوثيق الرحلة عبر 200 جناحاً مشاركاً في الحدث، وهو ما يعد كذلك تعبيراً رمزياً عن رحلة السفر بين دول العالم ولكن في مكان واحد هذه المرة، وقد تضمن الجواز صورة للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، تم التقاطها في العام 1971م الذي تأسس فيه اتحاد الإمارات، ليمثل ذلك ربطاً بين الماضي والحاضر، مجسداً احتفاء الحدث العالمي بتزامنه مع اليوبيل الذهبي للدولة المستضيفة.
تدشين حقبة ما بعد الجائحة
أعلن إكسبو 2020 عن إطلاق برنامج “معاً نزدهر”، الذي يوفر طيفًا واسعًا من الفعاليات المخصصة للشركات والأفراد بهدف تحفيز الشركات المحلية الساعية إلى توسيع أنشطتها، وإثراء تجربة رواد الأعمال من كل أنحاء العالم لتمكينهم من دخول أسواق جديدة، وسيضم البرنامج عددًا من منتديات الأعمال العالمية لتسليط الضوء على الفرص الواعدة، وتمكين المستثمرين من تبادل المعرفة، وإقامة الشراكات فيما بينهم، في بيئة أتاح لها منظمو إكسبو الاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي في تسهيل التواصل التفاعلي بين المشاركين، ومساعدتهم على اقتراح مجالات التعاون، وفي حين تشارك في الحدث أكثر من 100 شركة وعلامة تجارية عالمية بأجنحة في شتى المجالات، يعبر عن رغبة إكسبو 2020 في تسريع آليات النمو الاقتصادي والتجاري، في وقت وصفت فيه الصحافة هذا الحدث بأنه الانطلاقة الحقيقية لحقبة ما بعد الجائحة.
ستة أشهر.. افتتاحية لما بعدها
وصل عدد الدول المشاركة في أكسبو دبي 2020 إلى 192 دولة، وهو عدد لم يصله المعرض من قبل، ومن المتوقع أن يصل عدد الزوار إلى 25 مليون زائر للمعرض الذي يختتم فعالياته في 31 مارس 2022م حيث سيتحول اسم موقعه حينها إلى “ديستركت 2020” وهي عبارة عن مدينة ذكية دائمة لالتقاء وتواصل المجتمع البشري من كل أنحاء العالم، ولدعم مستقبل العمل والمعيشة من خلال بيئة أعمال وترفيه وسياحة واستثمار، تقوم على الابتكار والتكنولوجيا وتدعم فرص الصناعة والاستدامة، مما يعني أن الملايين من زوار إكسبو سيستمرون في زيارته، لعقود قادمة.