عقد المنتدى الدولي للاتصال الحكومي دورته التاسعة، في دولة الإمارات العربية المتحدة بإمارة الشارقة، تحت رعاية سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى لدولة الإمارات حاكم الشارقة، خلال يومي الرابع والخامس من مارس 2020م، بتنظيم المركز الدولي للاتصال الحكومي التابع للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة.
وأوضح الشيخ سلطان بأن التواصل الحكومي تواصل له منفعة عامة، تقوم به المجموعات المواطنة، والإدارات والهيئات العمومية، ويهدف إلى خدمة العموم وتعريفهم بمختلف المستجدات من خدمات حكومية وغيرها، وإشراكهم في حوار التنمية، وتوجيههم لأفضل الممارسات الصحية والتعليمية والأمنية.
وسرد الشيخ سلطان في كلمته شواهد من عطاء الشارقة الثقافي الذي امتدَّ لما يربو على (40) عامًا، مشيرًا إلى إصداره المعنون: بـ”حصاد السنين”، الصادر سنة 2010م، وقال: “كيف أننا اليوم ونحن في العام 2020م، وبعد مرور (10) سنوات على ذلك الإصدار نجد أن ما حصدته الشارقة ثقافيـًّا خلال هذه الفترة فاق ما تمَّ حصاده في الثلاثين سنة الأولى”، مؤكدًا أن التواصل الحكومي تطور في الشارقة بذات الصورة التي تطور فيها عطاؤها الثقافي.
من الشعار الواحد إلى المحاور المتعددة
قال رئيس مجلس الشارقة للإعلام، الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، إن المنتدى خرج بطرح جديد لينتقل من صيغة الشعار الواحد إلى محاور متعددة، وهي ترسيخ ثقافة التفاعل في الحكومة، والتكنولوجيا ودورها في تمكين المجتمعات، والاتصال عبر الثقافة، والرفاه الفردي والمجتمعي، مشيرًا إلى أن هذه المحاور تمثل الخصائص والثقافة والفلسفة التي تتطلب من فرق الاتصال، الاستدلال بها لتطوير المهارات.
ولفت الشيخ سلطان بن أحمد إلى أن محور الشباب من أهم المحاور التي يركز عليها المنتدى، إذ من الضروري أن يتعرف جيل الشباب على أفضل الطرق في الاتصال الحكومي وأن يطبقوها.
من جانبه أشار مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، طارق سعيد علاي، إلى أن المنتدى قدم برامج ومنصات، نظمها لأول مرة، مؤكدًا أن الهدف منها هو ابتكار المحتوى وعمق البحث والقدرة على التأثير في آليات تعامل المؤسسات والحكومات مع واقع الاتصال.
وقال علاي: “إن المنتدى يجسّد تجربة إمارة الشارقة في الاتصال الحكومي ويسعى إلى استكمال مشروعها المعرفي، والثقافي، كون الثقافة جوهر العمل، ودور الثقافة يتمثل في تعزيز الوعي بأهمية العمل كمرتكز رئيس لتطوير القطاع وبناء فكره، في الوقت الذي نؤكد فيه على دور الاتصال في تحرير طاقات العقول، لهذا حرصنا من خلال هذه الدورة على الوصول لصيغة مشتركة للتفاهم الثقافي في العالم وتكامل الطاقات لبناء المجتمعات وتطويرها”.
وشارك في المنتدى (64) شخصية من كبار المسؤولين الحكوميين، ونخبة من المفكرين العرب والخبراء يمثلون (16) دولة عربية وأجنبية، في حوار مفتوح امتد على (15) جلسة حوارية تفاعلية، و(10) خطابات ملهمة، وصاحبها (9) ورش عمل، و(3) جلسات عصف ذهني، قدمت من خلال (20) منصة تفاعلية، فضلاً عن حزمة من المبادرات الجديدة التي تضمنت “برنامج اتصال”، و”حديث الاتصال الحكومي”، و”سينما المؤثرين”، واستضافة استديو “الخط المباشر”، إلى جانب تنظيم استديو بعنوان: “استديو حرر عقلك”.
تنوع الفعاليات استهدف الشباب
تضمنت فعاليات المنتدى تنظيم “ملتقى الشباب”، ومنصة “ابتكارات”، ومنصة “القلب الكبير”، ومنصة “الشارقة العاصمة العالمية للكتاب”، إلى جانب منصة “باحثون” التي أُطلقت الدورة السابقة.
ومن أبرز الجلسات الحوارية التي شهدها المنتدى: “الاتصال العابر للثقافات” و”معادلة البقاء” و”المسافة الفاصلة بين رؤية الاتصال وأدواته الأساسية”، و”الاتصال المعزز بتقنيات الغد: هل من مكان للإنسان؟”، و”الاتصال في عصر البلوك تشين”، و”الصحافة والذكاء الاصطناعي”، و”سر تأثير الشاشة في الرأي العام”، و”الثقافة العربية في سباق الاتصال الثقافي العالمي”، إلى جانب جلستي عصف ذهني: الأولى بعنوان: “الاستثمار في التواصل الثقافي”، والثانية بعنوان: “حلول من أجل الرفاهية”.
التوصيات الختامية تستشرف المستقبل
أوصى المنتدى في ختام فعالياته، بـ(19) توصية تهدف إلى تعزيز أثر الاتصال في النهوض بواقع المجتمعات وتفعيل دوره في القضايا المحلية والدولية، حيث وجهت التوصيات بضرورة إدخال قضايا اللاجئين والنازحين ضمن برامج التواصل الحكومي، كما أوصى باستحداث فئة جديدة لجائزة الشارقة للاتصال الحكومي متخصصة بالتواصل العمومي لتكريم مبدعيه المتميزين، وفئة أخرى لأفضل سيناريو استشرافي لمستقبل الاتصال الحكومي، يتعلق بتقديم تصورات حول أهم أدوات وساحات الاتصال في المستقبل القريب.
وشملت التوصيات الدعوة إلى الدمج بين نظم التواصل الحديثة، ورؤية عالمية متصالحة مع الذات ومع الآخر، وتوثيق مسيرة الاتصال الحكومي في المجال الثقافي على المستوى المحلي والإقليمي والدولي لإمارة الشارقة، وتبنّي نظم تعليم رقمية متطورة وتوجيهها نحو الإبداع والابتكار.
دعوة الإعلام للتعريف بمشتركات الشعوب
كما دعت التوصيات الحكومات وصناع الإعلام إلى توحيد جهودهم الرامية لتعريف الشعوب بالثقافات المختلفة في جميع أنحاء العالم، والتركيز على مكونات الثقافة المشتركة، وأن تعمل كل مؤسسة على استحداث مؤشرات قياس لتعرّف مدى تأثير عملية الاتصال التي تمارسها على تعزيز الممارسات الإيجابية لدى الجمهور والارتقاء بجودة حياتهم، وإدخال الاتصال الحكومي في منظومة حوكمة المؤسسات واستحداث جملة من المعايير لضمان تطبيق الحوكمة في الاتصال.
تاريخ المنتدى في سطور
يُعدُّ المنتدى الدولي للاتصال الحكومي إحدى المبادرات التي ينظمها المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة بشكل سنوي، حيث انطلقت أعمال دورته الأولى سنة 2012م، ويُعدُّ المنتدى التجمع الأكبر في المنطقة لمناقشة أفضل الممارسات العالمية في الاتصال الحكومي، ويحرص على ضرورة بلورة منصة موثوقة للتحاور ومناقشة أفضل الأساليب المتبعة في الاتصال الحكومي في العالم، وذلك للارتقاء بالأداء الحكومي وأساليب الاتصال بين الحكومات والجمهور.
ويسعى المنتدى إلى بناء منظومة فكرية جديدة في هذا المجال بما يفيد المؤسسات الحكومية والعاملين في قطاع الاتصال، ليس في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة العربية فحسب، وإنما في العالم أجمع.
المنتدى في أرقام
عدد الدورات (9) دورات منذ 2012م – 2020م.
عدد الحاضرين (23273) حاضرًا خلال الدورات السابقة للمنتدى.
عدد المتحدثين (303) متحدثين خلال الدورات السابقة للمنتدى.
عدد التغطيات (10734) تغطية الإعلامية خلال الدورات السابقة للمنتدى.