الصحافة نمط بلاغي أولاً وأخيرًا .. الأعمال الاستقصائية والوثائقية نموذجًا

د. مسفر الموسى

تتجه بعض الأدبيات في الفيلم الوثائقي والأعمال الاستقصائية إلى ربط هذه الأعمال الاتصالية بالبيئة العلمية البحتة. يشير عزام أبو الحمام وهو يقدم لكتابه “المنهج العلمي في الصحافة الاستقصائية” إلى أن العمل الاستقصائي في الصحافة “ما هو إلا ضرب من ضروب البحث العلمي الرصين، المرتكز إلى المنطق العقلي وإلى التفكير العلمي وأدواته وإجراءاته”(1).

في المسار ذاته يميل أيمن نصار إلى علمية العمل الوثائقي بشكل غير مباشر، وهو يحثُّ المشتغلين في الحقل الأكاديمي والباحثين العلميين بالاتجاه صوب الكتابة للأفلام الوثائقية، ثم يضيف وهو يسرد متطلبات الإعلام العلمي المتخصص، على اعتبار انتماء الأعمال الوثائقية إليه، “أنه يحتاج إلى متخصصين لديهم القدرة على الكتابة المبسطة، والحديث المرن في تناول الموضوعات المعقدة بأسلوب علمي واضح وبسيط”(2).

مع ذلك، يعود نصار ليخصص بابه الأخير عن سيكولوجية التأثير عبر الشاشة ويضمنه الحديث عن التأثير والإقناع، وعن الإبداع والجماليات والفن، ثم يختم بقوله: “لكي يكون التأثير فعالاً، ويقبل المشاهد المعلومات والرسالة، فيجب أن نصل إلى إدراك المشاهد، ونبحث عن الاحتياجات النفسية له”(3)، وفي هذا تنازل واضح عن الأسلوب العلمي البسيط، الذي دعا إليه نصار في مطلع كتابه، واتجاهه نحو الأسلوب البلاغي للاستدلال.

في المقابل، تؤكد مجموعة من ذوي المرجعيات المتخصصة في الفيلم الوثائقي مثل: (Nichols)(4) و ( Plantinga )(5) و(Spence & Navarro)(6) أن الأفلام الوثائقية بشكل عام تنتمي إلى البيئة البلاغية في الاستدلال.

“نايكلز” اعتمد على البلاغة الأرسطية في الاستدلال والتي تتعدى مرحلة الإثبات والبرهنة إلى مرحلة الإقناع، حيث يؤكد أن الصحافيين يجب أن يقوموا بأدوار إقناعية خصوصًا عندما يقدمون تقارير ذات مضامين غير متوقعة وغير معتادة، هنا يحضر الاستدلال البلاغي، والحديث لنايكلز، على الرغم من تقييدها بوساطة القواعد التي تحكم العمل الصحافي.

أما “بلانتينقا” فيبين أن جميع الأعمال اللاخيالية (Nonfiction) بما فيها الأعمال الاستقصائية لا يمكن أن تنفك عن الاستدلال البلاغي، وبعد ذلك يستدل باستخدام الفيلم الاستقصائي حصاد العار (Harvest of the Shame) والذي بثـّته (CBS) في عام 1960م للاستدلال البلاغي.

“سبينس ونافارو” ليسا استثناءً من سابقيهم، إذ يؤكدان أن الحجاج البلاغي ليس مرتبطـًا بالخطاب الشفهي، وإنما قد تقوم الصورة والموسيقى والمؤثرات الصوتية بالإسهام في العملية الحجاجية، كما أن الحجاج البلاغي يوجد في مختلف الوسائل والقوالب الإعلامية، منها: “الأفلام الوثائقية بشكل عام”، ويضيفان أن واحدة من الطرق التي تعلماها من البلاغة القديمة التي تستخدم بفعالية لإقناع المتلقي في الأفلام الوثائقية هي عرض سلسلة من الأقوال التي تؤدي إلى خاتمة معينة ونتيجة محددة، وهذا ما يسمى بالسلم الحجاجي عند المتخصصين في البلاغة واللسانيات.  

المشتغلون في النظرية الحجاجية باعتبارها مرادفة للاستدلال البلاغي والاستدلال شبه المنطقي يبينون أن وسائل الإعلام تمثل إحدى تطبيقات الحجاج في العصر الراهن. 

يقول عبد الله صولة إن كلاً من “برلمان” و”تيتيكاه”، صاحبي كتاب “مصنف في الحجاج: الخطابة (البلاغة) الجديدة”، اعتمدا من أجل بناء نظريتهما الحجاجية على “ضروب المحاججات التي يستخدمها الصحفيون في صحفهم، والسياسيون في خطبهم، والمحامون في مرافعاتهم، والقضاة في حيثياتهم، والفلاسفة في تصنيفاتهم”(7).

كما يذكر محمد الولي أن “النظرية الحجاجية التي اكتملت خلقتها مع أرسطو…..، قد أعاد فيها الباحثون الحجاجيون المعاصرون النظر في عصرنا، الذي اشتهر بفوران التواصل البشري بسبب الازدهار منقطع النظير لوسائل الاتصال: الصحافة والقنوات والإنترنت…”(8).

ويخصُّ عبد العزيز لحويدق استخدامات الحجاج الوصفي بالأفلام الوثائقية والإعلام البصري، ثم يضرب مثالاً لصور الحروب البشعة؛ بهدف إدانة مرتكبيها وفضح تصرفاتهم أمام الرأي العام العالمي(9).

ربط أساليب الاستدلال في الأفلام الوثائقية الاستقصائية بالأسلوب البلاغي في الاستدلال أو الحجاج يتبين ‒ أيضـًا ‒ من خلال المقاربة المفاهيمية بين الأعمال الاستقصائية والاستدلال الحجاجي في البيئة البلاغية، فبالنظر إلى المفاهيم المتعلقة بالأعمال الاستقصائية يتبين أنها ركزت على التأثير والإقناع.

دي بورغ (De Burgh) يرى أن الصحافة الاستقصائية تقوم على توسيع دائرة الأفكار نحو القضايا والموضوعات التي ينبغي على الجمهور الالتفات إليها والاعتناء بها ودفعهم لـِفـَهمها على نحو معين(10).

وغني عن القول إن دفع الجماهير إلى فـَهم القضايا والموضوعات على نحو معين يُعدُّ فعلاً يتجاوز البحث عن الحقيقة إلى مرحلة لاحقة متمثلة في إقناع الجماهير، وهذا لب العمل الحجاجي أو الاستدلال البلاغي كما جاء في تعريف محمد العبد للحجاج بأنه: “جنس خاص من الخطاب، يبنى على قضية أو فرضية خلافية، يعرض فيها المتكلم دعواه مدعومة بالتبريرات، عبر سلسلة من الأقوال المترابطة ترابطـًا منطقيـًّا، قاصدًا إلى إقناع الآخر، بصدق دعواه والتأثير في موقفه أو سلوكه تجاه تلك القضية”(11).

وكما اهتم محمد العبد بقضية الإقناع، فإنه اهتم كذلك بالطريقة التي توصل إليه من خلال التبريرات والحجج والأدلة المترابطة التي من شأنها دعم الدعوى التي يبنيها المتكلم حول القضية.

في الصحافة الاستقصائية لا يبدو الأمر مختلفـًا، فبالرجوع إلى تعريف جينز (Gaines) للصحافة الاستقصائية يلاحظ أن مساحة التشابه واسعة، حين يصفها بأنها: “ذلك النوع من الصحافة الذي تكون فيه الأدلة والبراهين محور الاهتمام الأول، سواء لكشف زيف الادعاءات التي يدلي بها المشاركون أو لدعم ادعاءات الصحافي التي وجهها نحوهم”(12).

في السياق ذاته يرى “دي بورغ”، أن الطريقة التي من خلالها يوجه الصحافي الاستقصائي عقل المتلقي نحو الحقيقة أهم من الحقيقة ذاتها.

مما سبق، يتضح أن الأسلوب الاستدلالي في الأفلام الوثائقية الاستقصائية يتجه أكثر نحو الاستدلال البلاغي أو الحجاجي عنه في الاستدلال في البيئة العلمية البحتة، فهو بذلك: استدلال ظني وغير ملزم، بمعنى أنه يقبل الطعن في الدعاوي التي يوردها صانع الفيلم الاستقصائي، إذا ما توافرت حجة دحضية متفوقة، كما أنه لا يقف عند حد المعرفة واكتشاف الحقيقة، وإنما ينشد الإقناع وحشد الرأي العام للتأثير في صناعة القرار وتغيير الواقع، وبالتالي فهو يتطلب جمع أكبر عدد من الحجج والبراهين التي يتطلبها السلم الحجاجي ليقوي بعضها بعضًا، بخلاف الاستدلال المنطقي الرياضي والاستدلال في العلوم البحتة التي قد تكتفي بدليل واحد، يشترط فيه اللزوم ليؤدي إلى النتيجة. 

الفيلم الوثائقي الاستقصائي وهو يتبع للبيئة البلاغية في الاستدلال (الحجاج) لا يستثني المنهج العلمي بشكل كامل من خطواته الإجرائية، شأنه في ذلك شأن الحجاج بشكل عام، ولكن كافة الإجراءات العلمية يتم عملها في مرحلة سابقة للخطاب النهائي للفيلم، بمعنى أن هناك عملية سابقة قد تحتوي المنهج العلمي قبل مرحلة الإنتاج النهائي للخطاب في الأفلام الوثائقية الاستقصائية التي تتبنى الحجاج أسلوبـًا استدلاليـًّا.

يطلق أرسطو على هذه العملية “مرحلة الإيجاد”، وهي المرحلة التي يتم فيها إعداد التقرير الأولي، والتي قد تتطلب عمل الدراسات العلمية وجمع المعلومات وتحليلها.

عمل الدراسات هنا قد يقوم بها الصحافي أو صانع الفيلم مع ضرورة أن يكون قد تلقى تدريبـًا جيدًا، أو يقوم بها أشخاص متعاونون من المؤسسات الأكاديمية والبحثية، أو تقوم بها المراكز البحثية التابعة للمؤسسة الإعلامية، مثل: مركز إنسايت (Insight) التابع للصنداي تايمز.

وفي كل الأحوال السابقة تشترط بعض المؤسسات الإعلامية أن تكون الدراسات محكمة من قبل ثلاثة أعضاء مستقلين، ونتائج هذه الدراسات في النهاية ستكون بمنزلة الحجج التي تمَّ إيجادها لدعم فرضية الفيلم الاستقصائي، والتي تأتي متجاورة مع الحجج الأخرى في السلم الحجاجي في مرحلة إنتاج الخطاب النهائي للفيلم، بعبارة أخرى، صانع الفيلم الاستقصائي يحتاج لبعض المهارات العلمية في مرحلة الإعداد، لكنه في النهاية يحتاج إلى مهارة بلاغية حجاجية في مرحلة الرواية الأخيرة للفيلم.

يوفر الاستدلال الحجاجي للأفلام الوثائقية الاستقصائية، على الرغم من العمليات العلمية القبلية، مناخـًا من الحرية المنضبطة والحيوية التي قد تفرضها النمذجة (Paradigm) العلمية على مناهجها وأساليبها، هذا الهروب من النمذجة العلمية جعل صناع الفيلم والصحافيين الاستقصائيين يفلتون من وهم الموضوعية ليستبدلوها بالاستدلالات الحجاجية، وبالتالي فإن الاستدلال الحجاجي يضمن للصحافيين وصناع الأفلام في المجالات الاستقصائية حيزًا أكبر لممارسة رؤيتهم التفسيرية للمجتمع وقضاياه، كما أنه يوفر بيئة أوسع للدراسات النقدية الفيلمية لتقييم مستوى العملية الحجاجية من خلال ممارسة الحجاج.

إن من أهم المآخذ على استخدام الاستدلال البلاغي في الأفلام الوثائقية الاستقصائية هو إمكانية استخدام ما يسمى بالدليل العاطفي (Emotional Proof) بهدف الإقناع، باعتبار أن الإقناع في البلاغة الأرسطية التي تعتمد عليها أدبيات الفيلم الوثائقي تقوم على ثلاثة أنواع من الأدلة يوردها نايكلز (Nichols) على النحو التالي:
النوع الأول: الدليل الأخلاقي (Ethical Proof)، وهو ما يفترض أن يلتزم به صانع الفيلم في معالجته للموضوع وللشخصيات من العدالة والمصداقية، ويُشعِر المشاهدين به، كما أن شهرة صانع الفيلم وموثوقية الناس به عبر الزمن، تُسهم في مصداقية العمل الجاري.
النوع الثاني: الدليل العاطفي (Emotional Proof)، وفيه تبرز قدرة صانع الفيلم على شحذ العواطف من خلال الموسيقى والمؤثرات الصوتية والمونتاج المتجاور والحركة البطيئة، بالإضافة إلى التركيز على البـُعد العاطفي في القصص التي يوردها صانع الفيلم.
النوع الثالث: الدليل البرهاني (Demonstrative Proof)، ويعني الاحتكام إلى البراهين والأدلة، مثل: الوقائع والشهود والإحصاءات والأمثلة والاعترافات والوثائق، هذا النوع تحديدًا هو لب العملية الحجاجية، ومن دونه فإن الأدلة السابقة لا تستطيع أن تقدم ما يشفع لها في إطار العملية الإقناعية.

إن استخدام الدليل العاطفي هو محل النزاع في الأعمال الاستقصائية بصفة عامة، ففي حين يؤكد دي بورغ (De Burgh) أن معايير الإنتاج البريطاني للأعمال الاستقصائية، التي يفرضها قانون التشهير، تتطلب التزام أكبر بجودة الأدلة، يذكر سبينس ونافارو (Spence & Navarro) أن صانع الفيلم الأمريكي مايكل مور (Michael Moore) في الفيلم الاستقصائي (Bowling for Columbine) لم يستطيع أن يقدم إجابة شافية من خلال الأدلة على تساؤله الأساسي: لماذا تكثر جرائم القتل في أمريكا؟ على النقيض، استطاع فيلمه أن يؤثر عاطفيـًّا وبشكل كبير على المجتمع الأمريكي.

في السياق ذاته، يشير أوكوين (Aucoin) إلى أن الأعمال الاستقصائية الأمريكية الحديثة أصبحت تركز على البـُعد العاطفي أكثر من تركيزها على ربط المشاهد بالأدلة والإثباتات، حيث وجد من خلال مقارنته أن الأعمال الاستقصائية الصحافية في منتصف القرن الماضي استطاعت أن توسع دائرة الحقيقة، بحسب رأيه، من خلال تركيزها على الأدلة العقلية، مثل: استخدام الإحصاءات أكثر من الاعتماد على القصص العاطفية للضحايا(13).

مع كل هذه الاعتراضات فإن الأفلام الوثائقية الاستقصائية على الرغم ممـّا تقدمه من أدلة، لا تستطيع أن تنفصل عن الجانب العاطفي؛ ذلك لأن الوسائل السمع بصرية، مثل: التلفزيون والسينما، لا تستطيع أن تقدم موادها فارغة من العواطف بسبب طبيعتها في التعامل مع الصوت والصورة، والمؤثرات الصوتية، وأحجام اللقطات وزواياها، والموسيقى، والمونتاج.

كما أن الواقع المراد تمثيله في قضية معينة، قد يحتوي على معاني عاطفية لا يستطيع صانع الفيلم الاستقصائي إهمالها، فالضحايا الذين يحملون قصصًا مأساوية واقعية، قد يمثلون الحقيقة أكثر من تجاهلهم كما يعتقد أوكوين، وبالتالي فإن مسألة استحضار البـُعد العاطفي تعتمد على قدرتها في تمثيل الواقع، مع ضرورة عدم طغيانها على الأدلة العقلية.

وخلاصة القول: إن الاستدلال البلاغي المتمثل في الحجاج هو الأسلوب الذي يتبعه الصحافيون وصناع الأفلام في عملية الإثبات والإقناع، على الرغم من العمليات العلمية الأولية في جمع المعلومات والتأكد منها وتحليلها، هذه العمليات الأولية، عدا أنها مطلب حجاجي في الاستدلال البلاغي، إلا أنها لا تنتج خطابـًا في حدِّ ذاتها، وإنما يستخدمها الصحافيون ويوظفونها لرواية قصصهم النهائية، من خلال تقنيات الاستدلال في الأفلام الوثائقية الاستقصائية.

المراجع
(1) أبو الحمام، عزام، (2014م)، “المنهج العلمي في الصحافة الاستقصائية”، نبلاء ناشرون وموزعون، ودار أسامة للنشر والتوزيع، عمَان.
(2) نصار، أيمن، (2007م)، “إعداد البرامج الوثائقية”، دار المناهج للنشر والتوزيع، عمَان.
(3) المرجع السابق.
(4) Nichols, B. (2010), “Introduction to Documentary”. 2nd ed, Indiana University Press, Indiana.
(5) Plantinga, C, (1997), “Rhetoric and Representation in Nonfiction Film”, Cambridge University Press,U.K.
(6) Spence, L., and Navarro, V., (2012), “Crafting Truth: Documentary Form and Meaning”, Rutgers University Press, New Brunswick, New Jersey and London.
(7) صولة، عبد الله، (2011م)، “في نظرية الحجاج: دراسات وتطبيقات”، مسكيلياني للنشر والتوزيع، تونس.
(8) الولي، محمد، (2013م)، “الحجاج: مدخل نظري تاريخي”، في كتاب، علوي، حافظ، “الحجاج مفهومه ومجالاته: دراسات نظرية وتطبيقية محكمة في الخطابة الجديدة”، الجزء الأول، ابن النديم للنشر والتوزيع ودار الروافد الثقافية ناشرون، وهران وبيروت.
(9) لحويدق، عبد العزيز، (2013م)، “الأسس النظرية لبناء شبكات قرائية للنصوص الحجاجية”، في كتاب، علوي، حافظ،”الحجاج مفهومه ومجالاته: دراسات نظرية وتطبيقية محكمة في الخطابة الجديدة”، الجزء الثاني، ابن النديم للنشر والتوزيع ودار الروافد الثقافية ناشرون، وهران وبيروت.
(10) De Burgh, H, (2008), “Investigative Journalism”, Routledge, UK.
(11) العبد، محمد، (2013م)، “النص الحجاجي العربي: دراسة في وسائل الإقناع”، في كتاب، علوي، حافظ، “الحجاج مفهومه ومجالاته: دراسات نظرية وتطبيقية محكمة في الخطابة الجديدة”، الجزء الثاني، ابن النديم للنشر والتوزيع ودار الروافد الثقافية ناشرون، وهران وبيروت.
(12)  Gaines, W., (1998), “Investigative Reporting for Print and Broadcast”, 2nd edn. Wadsworth, Belmont.
(13) Aucoin, J., (2007) “Journalistic moral engagement: Narrative strategies in American muckraking”, Journalism, Vol. 8(5). P. 559-572.