الجهاز ينظم دورة تدريبية بعنوان: “إدارة الحملات الرقمية الإعلامية”

إذاعة وتلفزيون الخليج –الرياض

مواكبةً لتأثير تكنولوجيا الاتصال الحديثة ومتغيرات العمل الإعلامي

أقام جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، دورة تدريبية بعنوان “إدارة الحملات الرقمية الإعلامية”، خلال الفترة من 22 – 24 سبتمبر 2020م، عبر تقنية الاتصال المرئي، بمشاركة (40) متدربًا ومتدربة من مختلف الهيئات الإعلامية الخليجية الأعضاء، بالإضافة إلى الأمانة العامة لمجلس التعاون، وهيئة التقييس لمجلس التعاون، ومجلس الصحة لدول مجلس التعاون، والمركز الإحصائي لدول مجلس التعاون، وجهاز إذاعة وتلفزيون الخليج، وقدمها خبير الإعلام الإلكتروني هاني الغفيلي.

تناولت الدورة التدريبية “إدارة الحملات الرقمية الإعلامية” عدة محاور مهمة لكل عناصر العمل في صناعة المحتوى الإعلامي الرقمي في مؤسسات الإعلام والمنظمات الخليجية، حيث تعرّف المتدربون والمتدربات على سمات وظواهر الإعلام الإلكتروني وكيف أن ميزة “التفاعلية” جعلت القارئ شريكـًا إيجابيـًّا في العملية الإعلامية، وأبرزت عدة ظواهر في تفاعلية القراء، مثل ظاهرة التحيز لاهتمامات وميول مختلفة، الأمر الذي أتاح للجمهور تحديد الخيارات والتفضيلات التي يريدها، والتغير المهني الذي طرأ على حرفة الإعلام وطبيعة المهارات الأساسية والمطلوبة من الإعلاميين إلى جانب المهارات التقنية، وتأثير تكنولوجيا الاتصال الحديثة ككل على البناء التنظيمي للمؤسسات الإعلامية والعاملين فيها.

متغيرات النشر الإلكتروني وأهم سماته

وكان الانطلاق، بعد تعرّف متغيرات الإعلام الإلكتروني، من آلية وضع خطة للنشر الإلكتروني بمفهومها المرحلي المهني، حيث “جلب المعلومة” من المصادر المتاحة مثل: القنوات التلفزيونية، والمواقع والصحف، والقنوات التلفزيونية، والمتحدثين الرسميين، والوكالات الإخبارية والمراسلين، وكذلك المصادر غير الرسمية مثل الشبكات الاجتماعية، لتأتي المرحلة التي تليها وهي “التحقق والتقصي” للتأكد من المعلومة ومدى مناسبتها للنشر، ثم “صياغة المادة الإعلامية” بالأسلوب الأنسب للنشر الإلكتروني، حيث السرعة والتركيز على الحدث والنتيجة مباشرة من دون المقدمات ولا التفاصيل التي تأتي لاحقـًا في مرحلة أخرى من النشر، في حال أهميتها، وهي مرحلة “دعم المادة” بالمواد المرئية والإضافات الخبرية؛ لأن المعلومة المختزلة هي سمة من سمات النشر الإلكتروني، وقد اطلع المتدربون على نماذج تطبيقية لتنفيذ هذا النوع من المواد.

صياغة العناوين والمواد المرئية المرفقة

تعرّف المتدربون والمتدربات على أساليب تحديد الفئات المستهدفة وفق كل تخصص، وكذلك طرق كتابة العناوين، وأهم المحاذير الفنية التي يجب تجنبها عند صياغة العناوين، حيث ضمت الحقيبة التدريبية عدة أمثلة توضح تلك الفنيّات، بالإضافة إلى الطرق المثلى في ذكر المصادر، وكتابتها إلى جانب النصوص الخبرية أو الصور، كما تعرّف المتدربون على أهمية الصورة في عملية النشر، والتي تمثل مهنيـًّا الجزء الأكبر منه؛ لدورها في التأثير وإيصال الأفكار والجذب متى ما حققت أهم شروطها، مثل: الوضوح، والاتساق مع الموضوع، والحركية، مع تضمينها الشروح النصية، وكذلك مادة الفيديو والأساليب الأسهل والأمثل لتنفيذها، حيث ناقش المتدربون والمتدربات أهم مزايا مواد الفيديو، وما تضيفه على المادة الخبرية، وشروطها المهنية، والتي يجب أن تكون مناسبة للجمهور في محتواها، واطلع المتدربون على نموذج تطبيقي عبر برنامج “”iMovie أحد أشهر البرامج التي يتم من خلالها عمل الأفلام مع إمكانات  دمج الأصوات والصور والمقاطع بشكل متناسق وبإخراج فني.

واستعرضت الدورة ما يقع من أخطاء تحريرية في عملية النشر الإلكتروني، مع الآليات المثلى في التعامل مع تلك الأخطاء حسب أهمية المادة الخبرية، ومدى فداحة الخطأ، حيث ثلاثة أنواع من الأخطاء تتمثل في: الأخطاء الإملائية، وعدم صحة المحتوى، ومخالفة السياسة التحريرية، وتعرّف المتدربون والمتدربات على الإجراء الأنسب لكل حالة حسب الموضوع الذي تناولته، إما حذف المادة نهائيـًّا، أو التصحيح والنفي، أو استبدال المادة، أو تجاهل الخطأ، ولكل آلية تضمنت الحقيبة التدريبية أمثلة ناقشها المتدربون مستعرضين مهاراتهم ومقترحاتهم.

أخلاقيات المهنة الإعلامية ومبادئها

تابع المتدربون في ذات الصدد، أخلاقيات المهنة في الإعلام الإلكتروني، وما يجب أن يتبعه الإعلامي المهني في عملية جمع ونشر الأخبار، ونشر الإعلان الإلكتروني، ونشر الصور والرسوم، ووجوب التحقق من مصداقية المعلومات، والتزامات الإعلاميين نحو مصادرهم، وكذلك المسئوليات الاجتماعية في البيئات الإلكترونية، وحفظ حقِّ المشاركة والردِّ والتعليق للجمهور، ومراعاة حقوق الملكية الفكرية، وأخلاقيات حماية الخصوصية، كما تعرّف المتدربون على أهم مبادئ العمل الإعلامي الشخصية التي يجب أن يتمتع بها وهي: المسؤولية، والإيمان بحرية الإعلام، والاستقلالية، والمصداقية والدقة، والتجرد وعدم الانحياز، وأخيرًا المحافظة على حقوق الآخرين ما لم تكن القضية التي تتناولها وطنية أو مجتمعية حساسة مثل الجرائم والتعدي على حقوق ومكتسبات الفرد أو المجتمع.

آليات استخدام الشبكات الاجتماعية

وفيما يخصُّ شبكات التواصل الاجتماعي، والتي تمثل الجانب الأكبر في عمليات النشر الإلكتروني والأرضية التي تبنى عليها الحملات الرقمية الإعلامية حاليًا، تعرّف المتدربون على أهم الخطوات لإنشاء الحسابات على المنصات الاجتماعية وآليات اختيار الاسم (اسم الحساب)، وإضافة المعلومات الأساسية للجهة التي يمثلها، والشعار المناسب، والخلفية التي تدل على هوية الجهة، ثم بناء فريق العمل لإنتاج المحتوى والتفاعل مع المستخدمين، وتحديد الصلاحيات والتفويض بها، وبناء خطة التواصل الشاملة التي يجب أن تتضمن ابتكار وبناء محتوى فعال وجاذب للمستخدمين، وناقش المتدربون والمتدربات بعض الأمثلة مستعرضين رؤاهم ومقترحاتهم.

وتناولت الحقيبة التدريبية الأبعاد الأعمق في عمليات النشر الرقمي عبر منصات التواصل، حيث الإشكالات المتوقعة مثل خسارة المعجبين، والخروج عن المسار، وخسارة المصداقية، وتعرّف المتدربون والمتدربات على الإستراتيجيات المتبعة لتلافي آثار هذه الإشكالات، وكذلك التخطيط الإعلامي الذي يتيح للجهة الاستفادة من كل العناصر المتاحة على الشبكات الاجتماعية للترويج وكسب الثقة، والنشر المتبادل، وعمل المسابقات، وتجنيد الداعمين المؤثرين عبر منصات التواصل.

التسويق للحسابات عبر منصات التواصل

وحول أهم الآليات التي يسوّق من خلالها المسؤول عن الحسابات، ومنفذ الحملات الرقمية الإعلامية وفريق عمله للمنتج أو الجهة، فهي موزعة في أربع مراحل، اطلع عليها المتدربون والمتدربات وناقشوا كل مرحلة منها باستعراض نماذج تطبيقية تضمنتها حقيبة الدورة، حيث تبدأ بمرحلة وضع أهداف لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، ثم مرحلة التدقيق في جميع الحسابات، وبحسب مراجعتها تأتي مرحلة إنشاء حسابات جديدة أو تحسين الحالية، ثم المرحلة الأخيرة وهي مقارنة حسابات المؤسسة بالمنافسين وتحليل تجاربهم، وتعرّف المتدربون على التطبيقات التي تستخدم في القياس والتحليل عبر الإنترنت، وكذلك أهم التجارب العالمية التي قدمت من خلالها الحملات الرقمية الإعلامية، والنماذج التاريخية التي شهدت أولى مراحل التحول الرقمي، والمواقع الإخبارية الرقمية العالمية واتجاهاتها وأساليبها في النشر، مثل: “بلومبيرغ”، و”هافينغتون بوست”، و”نيوزر”.

حلقة نقاشية عبر مسابقة إلكترونية

وتخلل الدورة التدريبية حلقة نقاشية موسعة استخدم فيها المدرب أحد تطبيقات التفاعل الاجتماعي، وهو تطبيق “Kahoot” للمسابقات حيث مُررت المحاور للمتدربين في صيغة أسئلة تنافسية، تجمع فيها الإجابات إلكترونيـًّا ويتبعها نقاش مشترك وتعليقات من المتدربين والمتدربات حول كل سؤال، وقد تناولت النقاشات الجوانب التسويقية عبر قوالب عدة مثل: الفيديو، والبريد الإلكتروني، ومواقع الويب، وكذلك تضمنت المحاور عمليات الترويج عبر الرسائل القصيرة، وعبر المشاهير والمؤثرين، واستعرضت نماذج تحريرية للمقارنة بين الصحيح والأصح والخاطئ منها، كما تضمنت الحلقة النقاشية استطلاعًا لآراء المتدربين والمتدربات عبر إجابات إلكترونية حول نماذج عالمية للاستثمار والتسويق في الإعلام الإلكتروني.

بناء الحملات الإعلامية وأنواعها

وفي جانب بناء الحملات الإعلامية الرقمية تعرّف المتدربون والمتدربات على الفرق بين الدعاية والإعلان، وما التأثير الإعلامي ومجالاته؟ وكيف يكون؟ باستعراض نظريات الإعلام وفق المنهجية العلمية المتعلقة بالقائم بالاتصال أو صانع الرسالة، ليميز المتدربون بين أنواع الحملات الإعلامية، والتي تتضمن: حملات التوعية، والحملات التربوية، والحملات المعلوماتية، وحملات الصورة الذهنية، والحملات الأمنية والسياسية، وحملات الدعاية المضادة، والحملات التجارية.

الجهاز يواكب الاحتياجات التدريبية لإعلام ما بعد “كورونا”

تكمل هذه الدورة (43) دورة تدريبية أقامها الجهاز، واستهدفت (736) متدربًا ومتدربة، وتأتي ضمن البرامج التدريبية للجهاز في خطته الحالية التي تواكب احتياجات المرحلة في جانب العمل الإعلامي وتحولاته الرقمية، كأحد المستجدات التي يتجه لها المجال الإعلامي العالمي، وبخاصة مع واقع الإعلام ما بعد “كورونا”، الجائحة التي فرضت آثارها على كافة القطاعات؛ لتضاف إلى حزمة ما تمَّ تنفيذه من برامج وأعمال جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج من جهود العمل الخليجي المشترك، في جانبه الإعلامي، حيث يواصل الجهاز أعماله واجتماعاته مع كافة القطاعات والهيئات الأعضاء عن بُعد مستغلاً تقنية الاتصال المرئي في تنفيذ خططه لهذا العام 2020م كما رسمت منذ مطلعه.